الثلاثاء، ٢٦ فبراير ٢٠٠٨

احساس عادى


عادى كان احساس عادى وكنت أتصوره كأى مؤتمر أحضره خصوصاً إن موضوعه تتحدث عنه وسائل الإعلام والتعليم وجميع الناس بمعنى أننى من كثرة ما شاهدت وما علمت وما سمعت عنه ومن كثرة ما تألمت له أصبح شئ معتاد فى حياتنا نستقبله كأى شئ آخر لدرجة أننى أصبح بداخلى شئ من الفتور ،وكان كل ما فى الأمر شغف وفضول لمعرفة كيف ذهب هؤلاء إلى غزة ،وكيف أقاموا هناك وما الذى فعلوه هناك وكيف عادوا ؟،كان مجرد فضول وحب استطلاع إلى أن اصطاحبنى أحد الزملاء إلى تلك المؤتمر (فلسطين فى قلب مصر وشهادات العائدين من غزة ) حينها أحسست بحزن شديد وذلك لأننى لم أكن أعرف عن غزة وفلسطين وشعبها إلا قليلاً وأيضاً لأننى لم أفعل شئ من أجل فلسطين ومن أجل الإسلام والعروبة ولأننى لم أكن من العائدين من غزة ولم أفكر أصلاً أن أكن منهم وبدأ المؤتمر وبدأ العائدون يحكون كيف علموا بأن المعبر فتح وعن فرحتهم لذلك وسرعتهم إلى الذهاب وبدأ الآخر تلو الآخر يحكى ما حدث له وما رأى من استقبال الشعب الفلسطينى له وما رأى من مظاهر مساوئ الحصار من قطع النور، قلة السلع والطعام ..........إلخ، وكان من شهادة أحدهم أنه عندما وصل إلى العريش وجد ثمن السيارة عشرة جنيهات التى ركبها من قبل فى إحدى زيارته إليها بخمسة وسبعين قرشاً وتكلم عن استقبال الفلسطينين له بالترحاب ،وقالت إحدى العائدات إن غذائها كان يأتيها من كل بيت طبق وأنها وجدت هناك كرم العرب الأصليون وحكت أخرى عن زيارتها إلى إحدى المستشفيات وعن ما رأته هناك من قلة وسائل العلاج وعن حلم إحدى المريضات التى تصاب بالفشل الكلوى وهو أن كل ما تحلم به هو أن تجد من يتبرع لها بثمن الكفن وحكت أخرى أنها عندما جاءت إلى العريش وجدت كل الدكاكين مغلقة وسألت لماذا يحدث هذا كانت الإجابة إجراءات أمنية وفضلاً عن كل هذا ما قرأته عما حدث للشعب الفلسطينى بسبب الحصار والانتهاكات الإسرائيلية التى تركت أثار سلبية فى مختلف حياة الأطفال وحقوقهم سواء حقهم فى الحياة ،التعليم ،الحرية فأما بالنسبة لحقهم فى الحياة فهناك أطفال يموتون بسبب قطع الكهرباء لأنهم لايستطيعون التنفس وأجهزة التنفس الصناعى لا تعمل بسبب قطع الكهرباء وأيضاً مواليد تموت لأنها تحتاج إلى حضانات والحضانات لا تعمل لقطع الكهرباء
وأما بالنسبة لحقهم فى التعليم فقد أكدت منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية أن هناك أربعة عناصر أساسية وهى بين طلبة المدارس فى قطاع غزة موجودة وبالضفة ولكن بنسبة أقل على رأسهم
نقص فى الحديد
ونقص فيتامينA
ونقص فيتامين D
ومادة الأيود
وتأثير هذه العناصر على الطلبة من الناحية الصحية عدم مقدرة الطلبة على التعلم وقدرتهم على التحدث وتأثر السمع أيضاً ضعف المناعة عند طلبة المدارس وقد صور لنا العائدين من غزة كل هذا كأنه يحدث أمامنا لدرجة أننى أحسست بأننى لا أستطيع الكلام لأننى حينها أدركت معاينة ما قرأته من قبل من خلال احساس العائدين من غزة وأحسست بالخزى والحزن لأن القلة منا ذهب ليشارك الشعب الفلسطينى مأساته والكثرة هنا ينتظرون العائدين بكأس أفريقيا
ومن هنا علمت من أين أتى لى احساس الفتور ولماذا كان احساسى عادى

هناك ٣ تعليقات:

نــعــمــه أحــمــد يقول...

السؤال اخيتى الى متى سيظل هذا الاحساس يسيطر علينا الى متى سنظل نكتم فى انفسنا حسرتنا على هذه الامة الى متى سنقرأ مآسيهم وننظر لنفسنا لنصطدم بالواقع المرير (انّا لا نستطيع فعل شىء لهم)
نقرأ ونمصمص شفانا ولا حول ولا قوة الا بالله ..

لقد طالت صفحة هذا التاريخ
ولو بيدى لأقرحقتها املا فى ارى صفحة اخرى اياً كانت هذه الصفحة


دمت بخير اختى فى الله
ووفقك الله لما يحب ويرضى

أحمد أبو خليل يقول...

تقولين بأن الإحساس الذي راودك هو عدم استطاعتك الكلام حتى

فليس من المهم أن تتكلمي .. لكن المهم أن تعملي بما تتكلمين

قد يكون الإحساس عاديا إذ أنت وأنا ومها حكي لنا في موضع المتفرجين على المدرجات

أما إذا أخذت الطاقة من هذا الملعب - الذي لا يأتي عليك الدور فيه أصلا - إلى ملعبك الحقيقي - هنا - فلن يكون الإحساس عاديا .

يعني ببساطة الذي يخرج من هذه الندوة يريد أن يذهب للحدود ويقطع العلم الإسرائيلي ، فإحساسه هذا إحساس عادي لأي إنسان حتى ولو كان غير مسلما .. أما من يخرج منها وهو أشد عزما على إصلاح مجتمعه ونهضة أمته فبالتأكيد إحساسه غير عادي

نــعــمــه أحــمــد يقول...

السلام عليكم مطالب العلا


كم سعدت بوضعك لصورتنا معا

رفيقات الدرب


لكن

سأسعد كثيرا ان زرت يوما مطالب العلا

لأقرأ لها مقالا جديدا

ارجو ألا تخزلى ( زال) أمنيتى



اختك الدرعمية