الثلاثاء، ١٦ سبتمبر ٢٠٠٨

الـغـش حـرام بـشـروط

ـ
من غشنا فليس منا



الغش مش حرام



احفظ الله يحفظك



مادمت لم أضر أحد فلم يكن غش


هذه بعض العبارات التى ترددت بيننا عندما كنت جالسة فى الحرم الجامعى أمام كلية دار العلوم فرأيتها حينها لتدرس بعض الأوراق لدخولها امتحان مادة التخلف فسمعتها تدعو الله بأن يجعل اللجنة سهلة لكى تجد من يغششها فاستنكرت ذلك الدعاء وتوجهت إليها بحديث من غشنا فليس منا وطلبت منها أن تستبدله باللهم اجعل الامتحان سهل ويسر ولا تعسر

هى : هو انتى منهم ؟

أنا : مِن من ؟

هى:مِن الذين يقولون بأننى إذا حصلت على اجابة سؤال من أى زميلة فتعتبر ذلك الإجابة غش


أنا : سبحان الله !هذه هى الحقيقة زميلتى (احفظ الله يحفظك )

هى:هل تريديننى أرسب ؟وبدأت تقص علىَّ إبداعها فى الغش

(عندما كنت فى امتحان تاريخ الأدب الفصل الأول من هذا العام وضعت هاتفى المحمول فى ملابسى ودخلت السماعة (الهاند فرى )من داخل الحجاب وطلبت من زوجى أن ينتظرنى بالقرب من مبنى الامتحان وأن يتصل بى بعد نصف ساعة من بدء الامتحان ولبى ما طلبته منه وأخذت بصوت خافت أسأله عن الأسئلة التى فى الورقة وهو يبحث عنها
وينقلنى اجابتها عبر السماعة ونجحت وإن لم أفعل ذلك كنت رسبت السنة كاملة )

أنا :أنك تبدين أكثر غرابة! فهل أنت تسمين ذلك نجاح أم غش

هى: اننى مادمت لم أضر أحد فذلك لم يكن غش

أنا: طيب هل يمكن لى ان اعلم على اى درجة وتقدير حصلتى فى تلك المادة


هى: لا تذكرينى ..بعد ما اجبت جيدا حصلت فقط على مقبول

أنا : الحمد لله ان الظلم لم يكن اكثر من مقبول

هى : لماذا تشعرين انه ظلم وغش أنا لم أضر أحد بما فعلته أننى كنت أريد فقط النجاح ولم أضر أحد

أنا : كيف ذلك؟ أنت بالفعل ضريتينى فإذا كنت لم تضرينى فى نجاحى ودرجاتى فأنت ضريتينى أدبياً


وأصابنى هلع وصمت وحزن شديد من ثقتها وهى تقول مادمت لم أضرك فى درجاتك فلم أكن غشاشة وأن معنى الغش هو أن أضر به من حولى وإن لم أفعل فلم يكن غش


ودار فى تلك اللحظة حوار بداخلى



هو انتى اللى على حق ولا هى ؟



هى طبعا اللى على حق وانتى اللى غلطانة عشان ما غشيتى زيها واخدتى درجات زيادة مش يمكن بالدرجات كنتى زدتى تقديرك وحصلتى على مركز كويس مادمتى لم تضرى احد بغشك هذا




لا ..لاتصديقه انه الباطل يريد بك سوء


لا تفكرى بهذه الطريقة أنت على حق مادمتى متمسكة بشريعة الله وحقه وسنة رسوله

وإن منزلتك عند الله أعلى مرتبة منها
وإنك إذا فعلت مثلها وأخذت درجات أكثر وتقديرات أكثر كما تتمنين وحصلت على مركز أفضل فأنت بذلك لم تكونى فقط غشاشة وإنما ستكونين سارقة لأنك سرقتى مركز ليس من حقك




ليست هناك تعليقات: